مريض السكّري المتلاعب به هو مظلوم مستجاب الدعاء


سرقوا أموال الشعب بكل الطرق المعروفة عالميا، بل و اختروعوا طرق جديدة لم تكن على بال أكبر المتخصصين في العالم .... حتى بدواء خرافي يشفي من مرض السكّر. سوف يقوم كل الجزائريين المرضى بداء السكّري بشراء هذا الدواء أملا في الشفاء ، كما حدث مع بلّحمر و خليفة (بنك الخليفة ) للعلم مبلغ البيع للمريض سيكون أكثر من 3 آلاف دينار جزائري. سوف يشتريه الجزائريون ولن ينقطعوا عن شرائه لمدة طويلة بسبب أن مرض السّكري ليس له أعراض قاسية يشعر المريض بذهابها بعد تناول هذا الدواء خاصة للمرضى من النوع الثاني. نحن في عصر السرقة و الدجل و البهتان حيث القضاء على هذه الآفات نفسها يصعب على المدى القريب، و الحل الأسرع هو القضاء على وسائلها ثم التفرغ لمحاربة الأصل، فادعوا معي ياجماعة و أمّنوا : - اللهم اجتث الوزير من منصبه لأنه استقبل هذا التاجر الماكر وسمح بأخد صورة معه استغلها المعني و القناة الدجالة لتكسب الرسمية. - "اللهم دمّر قناة الشروق تدميرا يذهب معه كل الدجل الذي نشرته". إذا لا حظتم كلام هذا التاجر الماكر لرأيتم أنه يتحاشى أن يقول أن ما اخترعه هو دواء بصيغة دوائية علمية بل يقول "هو مكمّل غذائي" يعني كالتيزان و الحلبة و المكمّلات الغذائية الأخرى المكدسة في الصيدليات، ولكن .... قناة الشروق الدجالة تحاول أن تدافع عمّا بدأته بشراسة فقط لأنّها تظن أنه يمكن التفوق على الحقيقة و طمسها أمام هذا الشعب الذي تراه جاهلا (و إلا ما فعلت ما تفعله) للتذكير معظم فعاليات المجتمع الطبّي في بلادنا و خاصة تلك المتعلقة بمهنة الطب عموما وفي مجال داء السكري خصوصا تبرأت من هذا "التاجر الماكر" وقالوا أنه ليس مسجلا على لائحة الأطباء و الباحثين في الطب من صيادلة و بيولوجيين و غيرهم، بل الرجل لم يتضح إلى اليوم أن له أي دبلوم في المجال الطبي أو الصيدلي. حتّى التلفزيون الجزائري الرسمي أراد تدارك خطأ الوزير و أعلن في بلاغ رسمي بعد أيام من الحادثة أن المنتوج المعني هو فقط مكّمل غذائي و ليس دواء للعلاج. ولكن هل يمكنك أن تقنع مريضا يرى نفسه على شفة الموت و يمكنه أن يتحاشى ذلك بصرف أي قيمة من المال؟ تصّوروا في حصة على هذه القناة الدجالة يصرّح علنا أنه يمكن للمريض التوقف عن تناول الآنسولين بعد مدة من الزمن من تناول هذا المكمّل الغذائي، والله لو كانت الجزائر بلد قانون و عدالة لغلقت هذه القناة من يومها. لأن هذا التصريح سيتسبب في موت الآلاف و تدهورحالة الملايين من مرضى السكّري خاصة أولئك غير الواعين بالخطر وقدانهم لعشرات السنين من حياتهم لو واضبوا على تناول الأنسولين. للإشارة مرض السكر لا يقتل الإنسان في مدة قصيرة وهذا ما يجعل الناس لا تعي. خطورته و أهمية الحفاظ على نسبة السكر في المعايير المعمول بها، فهو يقوم بعمله على المدى البعيد من خلال التخريبات التي يسببها عبر الزمن من إتلاف لبعض الأعضاء الحيوية كالتأثير على البصر و على الكلى و على الأوعية الدموية و لا ننسى بتر الأرجل و غيرها كثيرة و خطيرة
...
للتذكير أن آخر ما توجه إليه المختصّون في هذا المجال هو تصميم بنكرياس اصطناعي يقول بمراقبة تريكز السكر في الدم و التذخل بحقن الأنسولين في الحالات المواتية و بالكمية المناسبة. غير أن التحدي الصعب هو كيفية قياس هذا التركيز  دون اللجوء إلى الوخز. مؤخرا صرح فريق بحث في بريطانيا أنه بصدد التحضير لتسويق منتوج من هذا النوع.   

Comments

Popular posts from this blog

Bibliothèque de l'Algérie ancienne

الإيمان الإسلامي و الإيمان الإسلاموي الميتافيزيقي

الحمّص السياسي