الدين و قصر البصيرة ....






الإنسان قصير البصيرة، محدود العلم، ولهذا لا يجب أن يقيس القضايا الدينية الغيبية الغير معروفة الحل، بعقله أو حتّى بما توصّل إليه من علم تجريبي ....
- انتشرت على الفايسبوك صفحات لبعض الملهوفين الغير منطقيين من بني عمومتنا في المشرق أو حتى عندنا هنا في المغرب تروج لأفكار في الحقيقة هي خاطئة و مضلّة، يحاولون من خلال نشرها التشكيك في الدين الإسلامي، طبعا بعد عجزهم عن دحضها بسبب صغر عقولهم و محدودية تفكيرهم...
من تلك الأفكار أن يقول لك أحدهم كيف يعاقب الله شخصا ولد بغابة الأمازون و مات هناك على غير الإسلام دون أن يسمع حتى بالدين الإسلامي، ثم تأتي الأية لتقول "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه" ، ويطرح السؤال: أليس هذا ظلم؟ 
و قد يهاجمك آخر بقوله أن الإسلام هو من صنع مجتمعنا الفاسد، الرجولي الذي يحتقر المرأة إلى أكبر الدرجات، ثم يسألك أن تأتيه بآية واحدة يعد فيها الله المرأة بالجنة و حدائقها و أنهارها كما وعد الرجل، ثم يزيد لماذا لم يخلق الله في الجنة للنساء ما يكافئ حور العين للرجال، أليس هذا ظلم في حق المرأة ؟
و كثير من هذه الأفكار التي في الحقيقة هي تفلسفات و أفكار غير سويّة وغير منطقية و إنما هي استدراج للعاطفة الإنسانية الضائعة .في المتاهات السحيقة لهذا الوجود.
عندما تشاهد أمامك شيء خارق للعادة و لكنه واقع تدركه حواسك إلى حد اليقين، فهنا لا يمكنك إنكاره بطرح أحد السؤالين كيف؟ أو لماذا؟ لأن الأمر واقع و يقيني بل وجب عليك التسليم به أوّلا كقاعدة ثم الإنطلاق في البحث عن الإجابة عن السؤالين المذكورين أو أي سؤال آخر يتعلق به. كذلك هي قضية الإسلام يا جماعة. جاء قبل ألف و أربع مئة سنة، حين كان الناس لا يفقهون ابسط قواعد الحساب و العلم التجريبي، فأخبرهم أن الأرض مستديرة، و أن الإنسان يخلق من نطفة على شكل علقة و مضغة، و أن هناك بحار متلاصقة ولكن لا تبغي إحداها على الأخرى و ...... الخ، وهي حقائق لم يكونوا ليدركوها بل لم يفكّروا فيها حتى، حقائق تأكدنا منها اليوم و منها ما ينتظر. ولك فقط أن تتخيّل حياة الناس في قرية معزولة في الصحراء في القرن الخامس الميلادي لتتمكّن من الجزم أن هذه المعلومات لا يمكن "لمحمد" ولا لغيره أن يكتشفها بعقله البشري المحدود في ذلك الزمان و المكان... (حجج الإسلام كثيرة منها ما هو ظاهر مند مجيئه، و منها ما هو مخفي يكتشفه الإنسان عبر الزمن مع التقدم في العلم و التفكير ). الآن بعد أن تأكّدت أن هذا الدين ليس من عند بشري و إنّما من عند عالم أسرار الكون صغيرها و كبيرها، يجب أن تتخد هذا كقاعدة في الإجابة عن متفرقات الأسئلة التي تأتي لا حقا، التي منها كيف سينصف الله ذلك الرجل من غابة الأمازون المذكور في الأعلى أو لماذا لم يجعل الله للمرأة نظير الحوريات التي جعلها للرجل. لأنه حتما نحن لا نعرف ذلك لمحدودية تفكيرنا و علمنا، ولكن الله غزّ وجل يعلم و سينصفه لأنه ..وعد بذلك و هو القادر عليه. و لأن الله يعرف خفايا الرجل و خفايا المرأة لذلك فرّق في الترغيب بالنسبة لهما.........

Comments

Popular posts from this blog

Bibliothèque de l'Algérie ancienne

Politique scientifique de l'autruche

لا يمكن للحراك أن يغير التاريخ يا إرهابيين